المستيري : « نرفض البعثيين الماويين مثلما يرفضون هم نظام بورقيبة »
محمد علي الحباشي
جريدة الصباح
…يوم 24 أفريل 1970 الى الرِئيس الحبيب بورقيبة إثر إحاطته علما بقرار الديوان السياسي القاضي برفع الرفت المتخذ نحوه « .
… تضمن إشارات اعتبرها الرئيس بورقيبة إيجابية، فكان قرار رفع الرفت.
…أحمد المستيري : الوقاع أن هذه التجربة كان مقدرا لها الفشل منذ البداية، أولا بسبب المبادئ التي كانت قائمة عليها، ثم بسبب الطرق المتوخاه حيث أن هذه المبادئ والطرق لم يكتب لها النجاح في أي مكان من العالم، ولقد كان مآل ما أسميته وقتها بالتعاضد الفوري، الفشل الذريع في الدنيا قاطبة، ولقد فشلت التجربة نتيجة الظروف الخاصة النفسانية والفنية فمن حيث الظروف النفسانية فقد ارتطمت بمقاومة شعبية عنيفة جدا، وهي تجربة وقعت مواصلتها بدون أدنى اعتبار للعوامل الاقتصادية والمالية ولا للوسائل الفنية والانسانية الضرورية من حيث الظروف الفنية.
في تلك الفترة كان اليسار قد اكتسح الجامعة وقطاعات واسعة من العمال ممّا أدى إلى عديد المحاكمات. وقد تعرض المستيري في ندوته الصحفية إلى المعارضة بمختلف فصائلها بقوله “هناك فئات تجاهر بأن هدفها الأساسي الإطاحة بنظام بورقيبة كالبعثيين أو جماعة ماوتسي تونغ، ونحن لا يمكن لنا الحوار مع أطراف ترفض مبدئيا التحاور معنا أو حتى الاعتراف بالنظام، ونحن أيضا لا نعترف بهم، ولنا ما يكفي من القوّة القانونية والقوّة المادية للقضاء على كل العناصر التي تبغي النيل من نظامنا. وإذا حدّثتهم أنفسهم بأن يفرضوا أفكارهم بالقوّة والعنف فإن الدولة والحزب يكونان بالمرصاد للفئات والعناصر التي من هذا النوع، ونقول لهؤلاء بكل صراحة لا لبس فيها إننا غير مستعدين لأن نفسح المجال لمن قصده تحطيم ما بنته الأمة وينبغي أن تكون هذه الحقيقة واضحة للجميع الأصدقاء والخصوم على حدّ سواء. وليكن الجميع على علم بأن الفئات التي وقع رفضها هي نفسها التي ترفض التقيّد بالدستور والقوانين ومن هذه الفئات من تدعي ـ كأنصار ماوتسي تونغ ـ أن المجتمع يجب أن ينسف من أساسه، ومثل هذه الفئة، لا نقول إنه لا فائدة من الاستماع إليها بل نقول إننا نرفض مبدئيا الحوار معها.